الأربعاء، ٢٥ فبراير ٢٠٠٩

الحب والمنفى

لماذا يضرب العربجي الحصان
أو
الحب والمنفى



شفيق: وبعد ما اديت الأمر Fire بضرب بعيني..
- نعم؟
- بضرب بعيني فيها حاجة؟
- لا لا.. ما شاء الله.. المهم؟
- بضرب بعيني لمحتها، صورتها كلبشت في قلبي..
- آآى
- فيه حاجة؟
- لا لا أبدا كمل سعادتك
- شوية ولقيت واد من بتوع فرق الكاراتيه بارك فوقها وخلاص هايغتصبها، أنا بيني وبينك شفتها عريانة قلبي دق!
- واضح إن سعادتك رومانسي !
- امال؟ المهم رحت مقوم الواد من عليها وراميه على واحدة ست عجوزة، وخدتها من ايدها وهي بتعيط زي الولايا ووصلتها بيتها في المعادي بالعربية المصفحة اللي مليانة بشر ورا
- وسيادتك ناوي على ايه ؟ تعتقلها؟
- انا ناوي اتجوزها أنا بحبها ماتتصورش رجلها بيضا ازاي ولا .. مش ممكن مزة مزة يعني...
.......

يضرب الباب بعنف: افتحوا .. افتحوا الباب .. المكان كله محاصر
يفتح الأب وهو يتثاءب: مين؟
يدفعونه ويدخلون
- هي فين؟ هي فين؟
- هي مين وانتوا مين؟
- فتشوا البيت وهاتوها
- يدخل 3 من الأمناء الغرف الداخلية ويعودون بالأم والاخت وبها في ملابس النوم: حد في دول يا فندم؟
يمر عليهن متفحصا وهن يكدن يتساقطن من النعاس.. يقف طويلا أمامها
- هي دي.. تبقى الشقة مظبوطة .. رجعوهم.. وانتى تعالى معايا يا عمي.
ياخذون الاب ويجلسونه في الصالون
- احب اعرفك بنفسي انا المقدم: شفيق الحديدي من جهة امنية- يشير إلى احدهم – وده عمي اللوا هادي الحديدي – وإلى آخر – وده خالي العميد رفيق البارودي، جايين نطلب ايد بنتك.. بنتك ها.. الناشطة السياسية بتاعة المظاهرات ها؟ .. ده الكارت بتاعي وده امر اعتقال .. ياللا بينا.. ورايا يا رجالة..
...

يتمشى معها على الكورنيش
- انتي عارفه مبنى التليفزيون ده من اهم النقط الاستراتيجية في البلد وعشان يتأمن لازم.. مالك؟
- ....
- تاكلي ترمس؟
- ....
يتناول طبقين ، يقدم لها أحدهما ويمضي فينادي عليه البائع: الفلوس يا بيه
- الفلوس ؟ ها طيب
يخرج لاسلكي ويتكلم فيأتي على الفور رجال البلدية حاملين عربة الترمس بالبائع
- الترمس لذيد كلي كلي.. ايه رأيك نعمل الفرح في نادي الشرطة ولا في فندق أحسن؟
- ....
..........

تتوقف السيارة امام منزله الجديد يفتح له أحد العساكر حاملا له الحقيبة. يصل لباب شقته فيضرب له عسكري الحراسة تعظيم سلام، يرن الجرس فيفتح له احد العساكر وينحني خالعا له الحذاء: العشا جاهز يا باشا.
يدخل غرفة النوم فيجدها تشاهد التليفزيون فيصعق: الجزيرة ؟ بتتفرجي ع الجزيرة؟ القنوات المعادية دي ماتتفتحش في بيتي داكور؟ أن جايب الدش عشان نشوف القنوات الأوربية، روتانا، دريم واحد واحد بس اوكيه لكن الجزيرة امبوسيبل!
يضغط زر الريموت على قناته المفضله - الأولى -
- الله "حالة حوار" اهي هي دي البرامج ايش لابا ديشه فيري ماتش.
- ....
- مبهورة طبعا باللغة أصلهم بيدونا كورسات عشان هاترقى لمكان تاني.
- ....
- في مصر برضه بس مكان سري، اللي أقدر أقوله اني بدل ماهتعامل مع المصريين الأوباش هاتعامل مع جنسيات كتير بس بنفس وظيفتي.. هابقى عالمي انترناسيونال انتركونتننتال سميراميس.
- ....
...........

- مش عاوزه تعترفي طيب
(يقرب طرفي سلك كهربي من جسدها العاري)
- ها انطقي الواد ده ابن مين؟ الواد مافيهوش أي شبه مني ثم طالع متخلف لمين؟ انطقي
(صراخ)
...........

- آي ول ترافيل أبرود
- ..
- عقد عمل
- ..
- اميركا
- ..
- دايما بنساه مكان غبي غبي اسمه جوانتي نعسوا
- .
- يس ييس جوانتي ناموا
- ..
- زيي شووز مي من بين اول زا ستاف
- ..
- حبيب حبيبي (يحتضنه) مش عارف من غير جهاز كشف الكدب وتحليل الدي ان ايه كان زمانك فين دلوقت انت وامك
( الولد يحتضنه و دموعه البريئة تتهادى على خده ثم يواجهه ويبصق عليه)
........


- ناس خرعة أنا ذنبي ايه؟
- هو حصل ايه يا فندم
- 25 واحد فطسوا وانا بستجوبهم رغم اني كنت حنين جدا معاهم
- وايه المشكلة؟
- تحقيق بقه وقرف وسمعت انهم هيقفلوا المكان كله
- ليه كل ده
- دلع .. مفيش احسن من المصريين رجاله بصحيح
- آآى
- فيه حاجة؟
- لا لا أبدا كمل سعادتك
- اه انت لسه متعلق انزل يا راجل ده احنا صحاب انت مش مجرد معتقل عادي يا دكتور
- ..
- مش عارف اعمل ايه؟ هي دي اخرتها؟. .. ليه كل ده يجرالي؟ يمكن عشان بحب الحقيقة وبكره الكدب.. ليه الناس بتحاول تخبي الحقيقة؟ ولا يمكن عشان بكره الهرجلة وبحب النظام هو فيه حد يكره النظام؟!
- طبعا لأ
- طب ليه؟ بدل مايكرموني على مجهوداتي يحولوني للتحقيق ويوقفوني عن العمل صحيح أخرة خدمة الغز..
- وسيادتك ناوي على ايه؟
- مش عارف أعمل ايه أنا شغلي كل حاجة في حياتي مش متخيل نفسي من غير شغل
- أنا عندي حل
- انطق اعترف بسرعة
- حاض حاضر بس سبني... سيادتك شفت مسرحية البهلوان
- دي مسرحية ضد البلد؟
- لا لا مش قصدي، دي مسرحية ليوسف ادريس كان بطلها رئيس تحرير بيعاني من التناقض في حياته فعشان يتوازن كان.........

........

شفيق يفاجأ برؤسائه وزملائه المتقاعدين في المكان فيشعر بالألفة،
يعطيه أحدهم كرباجا ويسلمه عربته بعد أن يتخفى في زي مختلف،
يركب في الأمام وبضربة من كرباجه تسير العربة!
يبدأ استجوابه
- كنت فين امبارح سعت 1430 ؟
- ....
- كنت بتعمل ايه قدام نقابة المحامين ؟
- ...
- مش عاوز تنطق طيب


(يلهب ظهر الحمار بالكرباج والحمار يتأوه!!!!)

انتهت في 22/2/2009
طارق رمضان

الأربعاء، ١٨ فبراير ٢٠٠٩

حلمت إنه مات

أيوه هو !
حلم بجد مش مجاز
خير اللهم اجعله خير
زي ما اكون ماشي في الشارع اللي ورانا ولقيت صاحب السوبر ماركت قاعد على كرسي
قدام المحل وحزين
بسأله فقالي انه مات
كأن الزمن توقف بس حسيت بالصدمة والقلق والخوف
..
متهيألي "انهم" مستعدين لليوم ده
بس يا ترى "احنا" مستعدين؟
ربنا يستر
ط

الاثنين، ٢ فبراير ٢٠٠٩

مـوْتُ أداةِ الاسْــتثنَاءِ

أصعد درجات السلم بخطى جديدة،
أضغط زر الجرس الخليع بلمسة مختلفة.
تفتح. أتصفحها بعين ليست عيني.
أسدد نظرتي إلى وجهها مقاومًا كل ما يقول لي: تراجع، مقاومًا الجاذبية الأرضية. إنها المدام، السيدة المحترمة..
"أهلاً وسهلاً" ذاهلةً نطقتْ بها. أربكتني.
دخلتُ. صدى الكلمات الماجنة طرطشات ماء أفاقتني من غفوتي الطويلة.
يا لي من ساذج! كم هو مؤلم أن تكتشف أنك آخر من يعلم!
- معلهش الولد تعب شوية ونام. أصحهولك؟
- لأ. جاءت حادة أكثر مما يجب فخففت منها: سيبيه يستريح.
- طب تشرب إيه؟
- أنا... ومثلت أنني سأقوم.
- إزاي؟ طب استريح م السلم.
رأيتني أصر على القيام والخروج وقد تلون وجهي بلون الخجل والحرج! ضحكت من صورتي السابقة وجلست بثقة.
- طب شوية شاي.. بس أنا كنت عاوزك في..
بحماس ذاهل تقترب: أأمر إنت ماتعرفش معزتك عندي قد إيه؟ دانت أكتر من أخ.
- اقعدي. كيف قلتها؟! لا أعرف. جلسَتْ وعلى وجهها الاهتمام المبالغ.
- الموضوع..
- قول يا خويا ماتنكسفش، عاوز فلوس؟
- لأ، فلوس إيه؟!
- قول بس، مش كفاية تعبك مع محمد ومابترضاش تاخد مليم.. ربنا يسترك.
دعوتها الأخيرة تذكرني بكلامهم.
أراها ترقص عارية. سعيد -مدرس الدين- لا يكذب!!
ثقتها فيَّ تتبدى في كل تصرفاتها حتى إنها تقابلني بملابس البيت التي تكشف.
ها هو، بالتأكيد هو. قميص النوم الأسود الذي يفضله كامل. يحب كل شيء حسب مزاجه الخاص!!
ها أنا.. وجهًا لوجه أمام الأرملة الشابة المثيرة. تقدم أيها المغفل،
ها هي من كنت تعتبرها أمًّا مثالية وتعطف عليها وعلى ابنها، آخر حروف الشرف الباقية في صفحة حياتك.
استثناؤك الوحيد في الحياة.. يسقط.
لن تفعل أكثر مما يفعله الآخرون. الآخرون، من أزاحوا عنك أقنعة الوهم والمثالية الساذجة،
فما لك متردد.. تقدم.
- اتكلم يا خويا فيه إيه؟
- الحقيقة حصل موقف كده..
- خير؟!
- واحد صديق أو المفروض إنه صديق طلع.. خاين!
- الناس اليومين دول مش ناس.. هو اللي بيجرالنا ده من شوية؟
- اللي بيجرالنا.. لماذا قالت تلك الجملة التي ذكرتني بكل "اللي بيجرالنا"؟
أهوي في بئر أحزاني العميق فأحاول الهرب: هيا الناس وحشة كده؟
- إنت باصص لنفسك؟ هو فيه حد زيك دلوقت؟ الناس وحوش.
قالتها بصدق أحالني إلى الألسن التي لاكت سيرتها غير العطرة.
بدأت طريقي الذي انتويته منذ البداية، ففردت ذراعي حتى لامست أصابعي كتفها وأنا أهذي بحكاية صديقي.
استجمعت كل حواسي في أطراف أناملي محاولاً تحسس ملمس ذلك الجسد المنتهك.
ضغطة مفاجئة تجعلها تنتفض بخجل لا أصدقه!
تقدم أيها المخدوع. أيها المحروم. هذا الجسد سهل،
أستجيب للنداء الوحشيّ فتذعر وتنهض
- أنا مش مصدقة نفسي. معقول؟!!
انكشف قناعي، فلأعترف. كنت أراها جميلة ومثيرة،
وربما استجبت لطلبها المساعدة لأتقرب منها. كنت أخفي رغباتي الحقيرة تلك في باطن أعمق كهف في نفسي.
ها قد انكشف القناع، لم يعد هناك ما أبكي عليه.
إنني مثلهم الآن، فلأنل ما نالوا. أهجم عليها. لا تقاوم. أنهال عليها تقبيلاً وهي ثابتة.
أجدها تتحسس ذراعي الذي يريد ارتياد كل أراضيها المداسة! هل أعجبتها أم أنها اعتادت عدم المقاومة؟
تدفعني بعيدًا. أرى دموعًا
- لأ بلاش انت، أبوس إيدك خليك زي ما انت حرام عليك!
بين شهوتي المشتعلة واشمئزازي من نفسي تسقط دموعي حيرى؛
كم أنا ضعيف!
أجلس كارهًا كل شيء فتقترب.
تمسح دموعي، تقبلني. أنفجر باكيًا، تحتضنني.
بركان شهوتي يعود للانفجار، أعصرها وقد توقفت دموعي. توقفتُ.
يخمد البركان.
تبتعد وفي عينيها نظرة من لم يعد له أمل في شيء. أسى، يأس، شفقة، كره، مشاعر يمكنني لمحها في عينيها.
هيا أيها الوضيع.. ألم تأخذ بثأرك؟
أتركها في انهيارها منهارًا.
أخرج بخطى تكرهني.
أغلق الباب بيد تلعنني..
أهبـط..

أستدير ناظرًا لشرفتها بعين أصبحت عيني!!!

أكتوبر 2004
ملحوظة: اللوحة للمغمورة العزيزة هبة خيري والتي قامت بعمل اللوحات الداخلية للمجموعة.