رجل يخاف الضوء
يقلب في ارقام هاتفه المحمول ، يرسل ميسدات تذكارية لأقاربه وأصدقائه ، يستعرض النغمات المخزنة في أسى . يتحسس الهاتف محتضنا اياه كأنه يودع عزيز : لتكن المكالمة الأخيرة مكالمة مميزة . يبحث عن الرقم : يطلب . - أيوه يا اسطى التليفون جاهز بالسعر اللي اتفقنا عليه .. البطارية تمام بتقعد تلات تيام .. بقولك ايه يا اسطى عندي تليفزيون 20 بوصة شاري ؟ أبدا برامجه مملة ثم مراتي اتحجبت وبتقول التليفزيون حرام .
طيب سلام يا اسطى . يخرج محتويات محفظته المهترئة ويعد ما بها ويدون العدد في ورقة أمامه بجوارها فواتير مختلفة الجهات . يسمع جلبة ، باب الشقة يفتح ويضاء النور فجأة، صرخة مزدوجة يتردد صداها في فضاء الحجرة ، كانت زوجته التي فزعت من رؤيته المفاجئة وكانت صرخته التي زادتها فزعا تطالبها بإطفاء النور .
تستعجب : الناس بتخاف م الضلمة وانت بتخاف من النور !!
يمسك كتفها ناظرا في عينيها : مش انا اللي بخاف من النور .
- أمال مين ؟
- العداد !
- ........ ؟؟؟
- أيوه عداد الكهربا أول ما يشوف النور بيخاف ويقعد يجري يجري يجري !!
- طب هانقعد في الضلمة كده ؟
- سيدتي بدلا من ان تلعني الظلام أوقدي شمعة ، أتفهمين ؟ شمعة !!
يطفئ النور يشغل الراديو الصغير الذي يعمل بالبطارية على موسيقى ناعمة ، يحاول تناسي همومه وديونه و يراقصها - وهي ذاهلة - في الحجرة العارية من الأثاث رقصة رومانسية على أضواء الشموع !
تمت
24/12/2005
ملحوظة: رجل يخاف الضوء هو عنوان قصيدة جميلة لشاعرنا المغمور عادل محمد