الثلاثاء، ٢٢ أبريل ٢٠٠٨

ضد الديمقراطية

ضد الديمقراطية
تتردد على ألسنتنا ألفاظا كثيرة ومعان تثبت في ذاكرتنا بمعانيها المحددة التي ربما لا نراجعها ولا نناقشها
وتزداد هذه المسميات يوما بعد يوم مع احتكاكنا – أو تمحكنا – بالثقافة الغربية
من هذه المصلحات " الديمقراطية " تلك التي ان سألت أحدا عن معناها اجابك في آلية انها حكم الشعب بالشعب في الشعب من الشعب وكل حروف الجر بعدها كلمة الشعب
والنظام الديمقراطي – مع الدعاية الغربية – اصبح هو الحلم الذي يتمناه كل الشعب العربي والاسلامي
خاصة ان البديل – في أذهاننا – هو النظام الشمولي الدكتاتوري بتسلطه وقهره
بذلك أصبحت هذه الكلمة مقدسة وكل من يحاول المساس بها او الاقتراب منها فهو رجعي او متخلف او شيوعي
ونرى ان الاسلاميين لا يرتاحون لتلك الكلمة المستوردة ويفضلون " الشورى " و " البيعة " بديلا عن الانتخابات
وأهل الحل والعقد / مجلس الشورى . وبعيدا عن المسميات سيدخلنا هذا في خلاف حول هل الاسلام قد حدد نظاما محددا للحكم ؟ البعض يرى انه لم يحدد نظاما للحكم طالما ستطبق الشريعة وان النظام الوراثي قد جاء بعمربن عبد العزيز كما جاءت البيعة بابن الخطاب ، والبعض يرى ان النظام الوراثي ليس من الاسلام – بدعة أموية – وان عمر بن عبد العزيز استثناء وصدفة تاريخية
ايا ما كان ما يهمنا هنا هو نظام الانتخابات
والسؤال الذي يشغلني هو هل ممكن نعمل انتخابات ديمقراطية او حرة في ظل نظام غير ديمقراطي
يعني هل ينفع اخد حتة ديمقراطية واسيب الباقي ؟
ممكن واحد يقولك اهه احسن من مافيش واهي خطوة
حد تاني يقولك لآ مافيش فايدة ومافيش تغيير هايحصل الا اذا حصل تغيير شامل وليس جزئي
نظيف في حديث منذ فترة لصحيفة امريكية صرح ان الشعب المصري لم يفطم سياسيا بعد وانه غير مؤهل لممارسة الديمقراطية " وقد انتقدته صحف المعارضة طويلا بسبب تصريحه هذا الغير مسؤل والذي يطعن في المصريين وجرح كرامة كل مصري رافعين راية مصر ام الدنيا واحنا احسن ناس وانا جدع
وفي رأيي – المتواضع – اراها كلمة حق اريد بها باطل
نعم نحن لم نفطم سياسيا لكن من السبب ؟ ومن المسؤل اليس نصف قرن من القهر كافية لتشويهنا ؟
هل منطقي تقول لواحد جعان روح انتخب بحرية ؟
دا بيقولوا لا تطلب الفتوى ممن ليس في داره زاد – او كما قالوا – ودي الفتوى يعني رجل دين فما باللك بمواطن عادي مقهور ؟ طبيعي هايبيع صوته للي يدفع اكتر
وحدث ان وزيرا رشح نفسه في الانتخابات الاخيرة اللي كان فيها بصيص من الحرية – وفي الجولة الاولى اللي هما عمال مصانع تابعة للسيد الوزير المكروه والمعروف بفساده لم يعطوه اصواتهم لانه ماطلهم في بعض المطالب فلم ينجح ودخل اعادة وعندها اغرى العمال وحقق بعض مطالبهم فنجح في الاعادة
النتيجة رغم كل شيئ ان واحد فاسد نجح وغيره كتييير نجحوا بشراء الأصوات
ممكن واحد يقوللي الصورة مش كده بدليل نجاح الاخوان وعاوز أسأل بس هل انت مقتنع ان الناس فعلا انتخبت الاخوان عن اقتناع بفكرهم ؟ أشك
ما أود قوله ان حرية الانتخاب في مجتمع جعان ومقهور ومغيب اراها ترفا لا معنى له.
ط

الأحد، ١٣ أبريل ٢٠٠٨

قرار غبي

بصراحة مش قادر أسكت
قد يبدو موضوعا تافها جداااااا بالنسبة لما نعانيه
لكنه مستفزني جداااا
قرار نقيب الممثلين أشرف باشا زكي - اسما فقط - بالتصريح للفنانين العرب بعمل واحد سنويا
مش عارف هل هي دعاية انتخابية ولا عشان يشغل الممثلين الفاشلين المتجمدين أمثال زوجته روجينا هانم ولا طلعت في دماغه كده بعد ما شرب حاجة أصفرا
مش عارف
بس قرار فعلا غبي
ط

الجمعة، ٤ أبريل ٢٠٠٨

تغريبة الحدأة

تغريبة الحدأة

1
- قربه من فمك أكثر.. نعم هكذا.. والان دع مشاعر القرف والخوف جانبا ، إنه مجرد صرصار وليس ثعبان .. تخيل أنك تأكل ساندوتش فول..
أصوره من اتجاهات مختلفة بالكاميرا الديجيتال التي اهدتني "هارشا" إياها في عيد ميلادي ولم أسدد أقساطها للان!
يتململ "حمؤه " فأناوله ما اتفقنا عليه من مال ليشتري به الكله والبانجو والويسكي وينام به مع سنية العارجة.
- عندما ينتهي ديكور الخرابة ساتصل بك كي نبدأ التصوير اتفقنا؟ على موبايلات باي..
..
2
أشعر بالذعر عندما يرن جرس الباب فجأة .. من يا ترى ؟ زيزي وهارشا وكل من أعرفهن لديهن مفتاح للشقة .. تراها من تكون؟
- من؟
- أنا؟
- ومن أنا؟
- انا سوسو
- سوسو؟
كانت سوسو هي الفتاة التي أمارس معها فعل الشات منذ شهور ولم أكن قد رأيتها قط.. كان "صامويل" صديقي – القبطي – في المجلة هو من أعطاني إيميلها.. وتواصل حبي العذري لها – على غير عادتي – طوال تلك المدة مستمتعا بوجود علاقة مختلفة في حياتي المادية.. لكنها الان على الباب
تريد أن تتخطى حاجز الزيرو واحد تريد أن تحول النبضات الكهربية لنبضات حية، الغريب أن روحي تنفعل بالنبضات الكهربية أكثر!
أفتح الباب بملل أفاجأ بفتاة منتقبة تدخل دون سلام وتتوجه لغرفة النوم.. عجيب أمركم أيها المصريون، كلما تطرف طرف كلما ازداد اقترابا من الطرف الاخر! بعد دخول الإسلام الوهابي المتطرف إلى مصر قادما من الخليج اختفى المسمط المصري العريق وظهرت مطاعم الكبسة والمندي والمضغوط .. اللعنة على " العمودي" وليذهب "حضر موت" إلى الجحيم !! أدخل غرفة النوم أجدها تغلق الباب وتبدأ في خلع ملابسها دون أن تنبس بكلمة، أستلقي على السرير منتظرا ارتياد جسد جديد.. لكنها عندما تنتهي من خلع كل ملابسها أجد رجلا مكتمل الرجولة عاريا أمامي ، أنتفض مذعورا لكنه يطاردني - أتذكر "خليل" - ولا يهدأ إلا عندما ينال ما جاء من أجله!!

3
أعود لمنزلي بعد تصويري لكنس " كفاية " السيدة على الرئيس ومشاركتهم الدعاء على الحكومة.. والسيدة هو مسجد السيدة زينب بميدان السيدة أحد ميادين القاهرة عاصمة مصر التي تقيع بجوار اسرائيل على الخريطة!
أفتح التلفاز أجد حفل توزيع جوائز مهرجان الأفلام الروائية وقد ذهبت جائزة أفضل ممثلة لحنان ترك وليس غادة عادل التي تستحقها.. والوزير الفنان- الظالم- يسلم الجائزة بابتسامة واسعة.. حماك الله لنا يا سيادة الوزير!

4
كان محمد هو من دفعني للاشتراك في المظاهرات بعد أن ضمني لأحد خلايا تنظيمه وحيد الخلية، لم أكن متحمسا في البداية لكن عندما شاهدت عضوات التنظيم واحتككن بهن في المظاهرات اللذيذة اصبحت أنشط عضو في التنظيم!
رغم أننا كنا معارضين للنظام – الماضي - إلا أننا كنا نخاف جدا من ذكر النظام وسياساته وها أنا الان عندما أتذكر كفاحي السابق أخشى ذكر النظام وسياساته! تبا لذاكرتي الجبانة..

5
هناك شارعان في القاهرة أحبهما كل الحب شارع كلوت بك بوسط البلد وشارع كعابيش بفيصل ذلك الشارع الذي ولدت فيه ورضعت فيه لمدة أربع سنوات كاملة ، لم تكن أمي هي التي ترضعني فقد جف صدرها بعد أن أتت عليه أختي الكبيرة السمينة، لذا فقد كانت جارتنا شلبية هي التي ترضعني وكنت أستلذ ذلك حتى انني لم أكف – رغم محاولات أمي بوضع شطة مرة وصبار مرات أخرى دون جدوى - إلا عندما ضبطتني أمي وانا أرضع و أتحسس صدرها بكفي الصغير! أتذكر الأعمال السفلية التي كنا نقوم بها في الدور السفلي مع بنات سافلات وأضحك.. ذلك الدور السفلي الذي طلبت شوشو -عضوة التنظيم وحبيبة محمد- مني تأجيره مفروش لتجلس فيه براحتها مع محمد حتى تتأكد أنه يحبها لشخصها! لم يكن كبريائي الرجولي هو ما جعلني أرفض ، لكنها لم تكن تعلم أني كنت أريدها ، أريدها بقوة.. آه يا شوشو أيتها المهرة الجموح!

6
كان موعدي مع يوسف حليم في السابعة ، مررت على سعد الموان الذي عقدت معه صفقة لتموين "حمؤة" بالكلة كلما احتاج مقابل مبلغ شهري ، اشتريت الكالون الذي طلبه يوسف ست تكات كما قال.. وجدته على فراش المرض ، ما ان رآني حتى تهلل وجهه وكرش الممرضة السمجة، طلب مني فتح الخزانة بسرعة، امتثلت له وأخرجت الحقيبة السوداء ، احتضنها وقبلها قبل أن يشرع في فتحها. كانت دهشتي عظيمة عندما أخرج منها جوربا حريميا، قبله قبل أن يرفعه أمام عيني : أتعرف صاحبة هذا الجورب؟ أكمل دون انتظار رد .. إنه جورب سامية
- سامية؟
- نعم سامية جمال.. آه.. يقرب الجورب من أنفه ويغيب طويلا في شهيق طويييل. ظننته مات فاقتربت منه متحسسا فانتفض فجأة زافرا في وجهي خليطا من روائح الأدوية مع رائحة الجورب المعطنة... كتمت اشمئزازي وقرفي. وضع الجورب جانبا وأخرج جوربا ثانيا: وهذا يخص تحية كاريوكا، وثالثا: وهذا يخص صباح. ثم اخرج جوربا رجاليا : وهذا يخص.. قاطعته: رشدي أباظة بالتأكيد!
- لا يا سخيف إنه لسعاد حسني كانت قد ارتدته في فيلم للرجال فقط!
شعر بالممرضة تتلصص علينا فطلب اغلاق الباب وأسرع بإخراج جراب بني من الحقيبة
- ما هذا؟ سألت بدهشة
- سونكي
- سونكي؟
- نعم . أخبرتك أن لدي ولدين توأمين ، أكبرهما كان شهيد طيار "شريف" ، عندما كان في الخدمة ونزل أجازة لم تجد أمه سكينا تقطع به الليمونة لتعصرها على الفسيخ الذي يحبه، فما كان منه في الأجازة التالية الا أن أحضر سونكي سلاحه لتستخدمها أمه.. لقد كان بارا بها! وعندما استدعوه للحرب نسي السونكي هنا وذهب للحرب ومات.. بالأمس حلمت بشريف – يتوقف برهة يمسح فيها دموعه - خذ هذا السونكي واحتفظ به
- ولكنني لا أحب الفسيخ!

7
دخلت زيزي مخبئة شيئا وراء ظهرها وطلبت مني إغماض عيني
- ماذا هل ستخلعين ملابسك وتتحرجين مني؟ ضربتني ضربة وقحة آلمتني وأظهرت ما تخبئه : كل عام وانت طيب أيها الشرير!
- عضت شفتي وهي تقبلني ثم دلفت إلى المطبخ. فتحت العلبة فوجدت ديوان شعر لعبد الرحمن الأبنودي سألتها بغباء تقليدي: ما هذا؟
أجابت باستظراف تقليدي: كيلو كباب
- والله كان سيبقى ألذ وأفيد.. ولماذا الأبنودي بالذات؟
- إنه بلدياتي
أفتح الديوان الذي يعيدني إليها..
أتوجه لدرج الشوفينيرة وأخرج ورقة الصحيفة الملوثة ويتأرجح قلبي بين أقصى مشاعر البغض للزميل القذر الذي تسبب في هجري للشعر وبين أقصى مشاعر الحب لها.. كانت هبة زميلة الجامعة التي تعلق قلبي بها وتعاهدنا على الزواج لولا أن القدر كان له رأي آخر. وبينما هي في رحلة إلى طابا التي تحررت لتوها وضمن مراسم الاحتفال وبينما أحدهم منهمك في رفع علم مصر فوق الأرض المحررة بالسلام ويبدو أن السارية لم تكن مثبتة جيدا في الأرض فاختارتها تلك السارية هي تحديدا من بين الجميع لتقع عليها وترديها قتيلة..
- ما هذا أتبكي؟
- لا لكن يبدو أن الديوان مؤثر فعلا!

8
قفزت من النافذة ودخلت شقة "حسام" الذي اعتزل الحياة . وجدته معتكفا بالحمام منهمكا في تنظيف الأرضية وقد ارتدى ملابس حبيبته الفلبينية الراحلة، كان يؤمن بتناسخ الأرواح ويتردد على المركز الثقافي الهندي وعلى حلقات الذكر والزاروالديسكو.. بعد أن اتفق على الزواج مع شغالته الفلبينية سافرت للعمل في السودان ولدغتها ذبابة تسي تسي ولما علمت بمرضها أرسلت له شخصا يدعي أنه زوجها وانها تركته مع أولاده دون مصاريف وسافرت وأنه بزواجه منها سيهدم شمل الأسرة السعيدة.. تركها وبعد فترة اكتشف حقيقة الأمر ومن يومها وهو يستكمل لها حياتها..
حاولت اخراجه من هذه الحالة لكنني فشلت.
عدت لمنزلي وجدت زيزي حاولت الافتراب منها - كعادتي - لكنها تأففت – على غير عادتها -
- ماذا.. سترتدين الحجاب وتعتزلين أنت أيضا؟
- لا سأتزوج.
- نعم؟ ومن سعيد الحظ؟
- لن تصدق.
- بالعكس أنا مستعد لتصديق أي شيء الآن.
- كان في زيارة لمصر وكلفت من قبل الجريدة بتغطية زيارته ورأني ووجدته يرسل في طلبي ويطلب الزواج بي.
- من هذا؟
- سلطان بروناي..
يبدو أنني لم أفقد دهشتي بعد.. من يا روح امك؟
- ألم أقل لك أنك لن تصدقني؟ وأعطتني ظهرها متجهة نحو الباب، وقبل أن تخرج:
- جئت لأشكرك على الفترة التي قضيتها معك فلم يكن معي مال لإيجار شقة وقد وفرت لي سكنا وأنا لا أقبل أن أسكن مجانا لذا كنت أمنحك جسدي كمقابل رمزي .. تفتح الباب وتخرج
- زيزي .. تعود
- ألا تريدين الباقي؟
!

9
جاتني هبة في المنام ليلة أمس وها أنا انفذ ما أملته علي.. إنني في سوق الجمعة أفتش عنها في الوجوه المكدودة حولي وما إن زارني الملل واقترب اليأس حتى وجدتها .. هبة. ناديتها لكنها لم ترد. اقتربت منها مبتسما غير مصدق .. هبة
- هبة من يا روح أمك. كان ردها
لكنها هي وها هي العلامة : هذا الجرح القطعي في جبهتها أحاول تحسسه فتقوم وتصرخ ويتجمع كثير من الناس حولي
- مالك يا بنت يا حسنية
- الحقيني يامه هذا الرجل عاوز يمد يده علي ويتحسسني
- يانهار أسود الحقنا يا معلم
أحمل دون مقاومة إلى احد البيوت الصفيحية البناء و.. يالهم من أناس كيف فعلوها وكيف نجوت؟
بعد شهور في المستشفى أعود لبيتي يائسا من الحياة لا أرد على مكالمات هارشا أو نانا أو ميمي ولا حتى "حمؤه" الذي عرفت أنه خطا أول خطوة على الطريق القويم بترك الويسكي بعد أن خفضت مرتبه، لم يكن من أنيس لي سوى الإستماع إلى رفيق الألم " عدوية " وهو ينوح : سلامتها أم حسن!

10
أثيت علماء الطيور في جامعة نورث كارولينا بعد سنوات من الأبحاث المضنية أن الحدأة لا ترمي كتاكيت، واكتشف الباحثون أنها تلتهم الكتاكيت واحدا تلو الآخر ولا تشبع حتى تنتهي منهم جميعا..
فكرت في الأمر ورأيت الوطن حدأة كبيرة تلتهمنا وعندما أمعنت في التفكير وجدت الحياة هي الحدأة الأكبر التي لا تشبع وتلتهمنا الواحد تلو الاخر
لكنني لن أمكنها من ذلك سأنهي حياتي بيدي وإرادتي، لن أنتظر دوري
أمسكت بالتليفون وحجزت تذكرة في قطار الصعيد!
تمت
مع عدم الاعتذار لمكاوي سعيد
طارق رمضان
21 مارس 2008