الأربعاء، ٢٢ يوليو ٢٠٠٩

دموع حامضة

كثيرات ممن أعرف
.
أرى في عيونهن
.
دموع حبيسة
.
تريد الانطلاق
.
اتمنى ساعتها كثيرا
.
أن
.
أضمهن إلى صدري
.
- في غير شهوة -
.
وأدعهن يبكين
.
ويبكين
.
فقط
.
ط

الأربعاء، ٨ يوليو ٢٠٠٩

معا إلى الأبد


الستائر مسدلة.


ضوء الأباجورة الخافت يغطي المكان بحزن عميق.


يجلس علي كرسيه في حجرة مكتبه وحيدًا. دقات قلبه تنبض حزنًا.


لا يستطيع التفكير في الأمر حتى الترقب لم يخاطر بتجربته!


الأمل يبدو أضعف من ضوء الأباجورة!


لا يتخيل الحياة بدونها. يتأمل المكان.


تقع عيناه علي الجريدة المشئومة. يقرأ الخبر للمرة الخمسين.


في كل مرة يتمنى أن يكون هناك خطأ أو أن يكون قد أخطأ القراءة،


وفي كل مرة يعود بنفس خيبة الأمل.


إنها نفس المستشفى. نفس التفاصيل.


قلبه لا يحتمل فراقها.


سبع سنوات مرت علي زواجه كأنها ساعات عرف خلالها معنى كلمة الهناء،


صورتها لا تفارقه، وصوتها المتحشرج عندما قرأت الخبر يقطع أحشاءه!


اتصل بالجريدة أكثر من مرة. أكدوا له الخبر. الدم فعلاً كان ملوثًا.


غدًا نتيجة التحاليل.


غدًا يتحدد المصير إما بموته أو بقائها على قيد الحياة!


حاول التفكير في الاحتمالات. عقله لا يعمل.


مساحة الحزن داخله تزداد اتساعًا.


إنه المرض اللعين.. كابوس العصر. ما ذنبها؟؟


لا أحد يعرف الخبر إلى الآن.


وغدًا يوم الحسم.


متى يأتي لينهي ذلك الانتظار القاتل؟؟


لا.. لا أتمنى أن يأتي. ليت الليل يمتد إلى الأبد.


لا.. ربما. ويداعبه الأمل الذي لايلبث أن يختفي. وربما...


أمن الممكن أن ينتهي كل شيء في لحظة؟


يا رب ارحمني من هذا العذاب.


سبع سنوات مرت دون إنجاب. لم نفكر مجرد التفكير في السؤال عن من منا السبب، ولا نهتم بأسئلة الآخرين المتطفلة! يفهم كل منا الآخر بنظرة.


لقد افتقدتها.


ماذا أقول لها؟ كلمات المواساة لا تفيد، ستفضحني عيناي.


- لابد أن أكون بجوارها.


- وأنا على هذه الحالة؟ سأحطم ما تبقى من إيمانها وصبرها.


- مهما يكن لا بد أن أكون معها.


يحسم معركته مع نفسه وينتقل لغرفة النوم.


يجدها مستلقية على السرير.


عيناها ملآوان بالأحاسيس المختلطة فلا يستطيع القراءة.


- ترى فيم تفكر؟


تنتبه لوجوده: آه يا زوجي لقد سببت لك الآلام لكن الأمر ليس بيدي.


يا رب نجني من هذه المحنة كي تعود له ابتسامته،


منذ عرف الخبر لا يجلس معي ولا يحادثني كما كان. أتراه يخاف العدوى؟


لا لا ما هذه الأفكار السوداء؟ يا لي من شريرة!


إنه مشفق علي ولا يعرف كيف يهون علي الموقف.


يلمح التساؤل في عينيها فتقتله النظرة.


يقترب منها في عطف.


- ما كل هذا الادعاء الذي يملأ عينيه؟ لا يجيد التمثيل.


- لماذا تنظر إليَّ هكذا؟ أتراها ظنت أنني أبتعد عنها خوفًا؟


لا أحتمل أن يجوِّل هذا الخاطر في ذهنها. لابد أن أمحو أي أثر لهذا.


ويدنو منها كما كان يفعل دائمًا.


تقرأ ما يريد فتنـزعج


لا- يقترب أكثر فتقاومه -لأول مرة-


يزداد إصرارًا: لا معنى للحياة بدونك.


تحاول منعه جاهدة.


- لا أحتمل الشك في عينيك.


تبعده مضطرة. يقترب أكثر فتبكي بحرقة.


يقاوم مقاومتها فيبدو كمن يغتصبها.


وبعد محاولات يائسة تنهك كل قواها.


إنها لا تجيد المقاومة ولم تعتدها وهو مصر على الاقتراب.


ويذوبان معًا كنغمات حلوة في لحن شجي.


تعود إليه ابتسامته وهي لاتزال تبكي في ألم وخوف.. وحب.


يشعر بالرضا:


الآن مصيرنا واحد..


وليكن ما يكون.




طارق رمضان