الاثنين، ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٨

قصص قديمة للبيع 1


حدوتة
" دموع الراجل العجوز "

كان ياما كان
في حاضر العصر والأوان
راجل اسمه سليمان .
الأستاذ سليمان من الناس العاديين يعني ممكن يكون أنا أو انت أو حد تعرفه . في يوم من الأيام
وهو رايح شغله زي كل يوم حصل له موقف غريب هاحكيلكم عليه :
سليمان كان ماشي وبيمد ماهو دايماً مستعجل زي كتير مننا ،
وكان عشان يروح شغله لازم يمر بالميدان الكبير الزحمة – آه الزحمة – الزحمة كان بيشوفها زي كتلة لحم كبيرة بينها فراغات ملتوية زي المتاهة !
عارفين ساعات كان بيتخيل نفسه راكب عربية وماشي في الفراغات دي ولازم ياخد باله ويحود ويعمل غرز ويفرمل كمان في الوقت المناسب عشان مايخبطش في الحيطة اللي هي جزء من كتلة اللحم الكبيرة !

الأستاذ سليمان كان مشغول وبيفكر هاتسألوني بيفكر في ايه ؟
هو الحقيقة كان بيفكر نفسه بطلبات المدام ، مانا نسيت أقولكم انه عنده زوجة وأولاد .
تعرفوا : مراته قبل الجواز كان اسمها فايزة ، بعد الجواز سماها عايزة !
كلام في سركم طبعاً ده بينه وبين نفسه ! آآي .. خبطة جامدة فوقته – آه العربية عملت حادثة ! –
كان ممكن يكمل لولا انه حس بحاجة بتقع وسمع أصوات من كتلة اللحم بتقول : حرام عليك ، انت ماعندكش رحمة ؟!
بص لقي جزء من كتلة اللحم عبارة عن راجل عجوز واقع على الأرض وجنبه قفص بيض مكسر !
وبقية كتلة اللحم لسه بتزعق : مش تاخد بالك .. انت أعمى ؟
اكتشف انهم يقصدوه هو .
قعد وبص للراجل العجوز فشاف دموعه بتشق طريقها في تجاعيده زي الأرض المشتاقة للمية .. الأرض ياه ذكريات .. حقق في الراجل فحس انه شبه حد يعرفه كويس !
دموع الراجل النازلة كأنها بتغسله قلبه من الصدا ، والخبطة زي ماتكون رجعتله ذاكرة مشاعره ،
لأنه حس بحاجة افتكر انها الشفقة !
لقي الراجل بيشاور على القفص ودموعه بتزيد ولقي نفسه بيطلع المحفظة ومن الجيب الجواني من غير مايعد بيدي الراجل اللي بيرفض في البداية لكن كتلة اللحم بتشجعه فيقبل .
قام الأستاذ سليمان وكمل طريقه لكن خطوته كانت أهدى .
جه في باله منظر ابنه – البلطجي الكبير – وهو بيزعق ويطلب فلوس الدرس ،
لكن دموع الراجل العجوز لما افتكرها مسحت الفكرة من دماغه !
بعد فترة من المشي بيبص لقى الصورة قدامه منغبشة ، مسح نضارته مفيش فايدة ، افتكر منظر الدموع الصورة بدات توضح شوية بشوية !
- ايه ده ؟ الطريق ده أنا مشيت فيه قبل كده ! ايه اللي جابني هنا ؟
عارفين من غير ما يدرى رجليه ودته فين ؟
دار المسنين اللي جالها من سنين مايعرفش كام - ياه – بعد شوية تفكير وشويتين تردد دخل ،
استخبى ورا عامود وبص حس انه بيشوف عالم تاني ،
عالم كله عواجيز : حركتهم بطيئة .. صوتهم واطي .. ابتسامتهم حزينة ! دور بعينه عليه .. آه اهه .. على نفس الكرسي المتحرك .
بسرعة افتكر الراجل العجوز ولاحظ الشبه اللي بينهم .
اتمنى انه يبكي .. ماعرفش ! حس ان دموع الراجل العجوز دوبت كل مشاعره المتجمدة ،
وصحت ضميره من النوم مفزوع !
ماقدرش يستحمل هجوم مشاعره الثايرة فهرب .
خرج بسرعة وكان هايتكعبل وكانت بتحصله كتير ولأول مرة بياخد باله من الحجر اللي كان هيوقعه ويرميه على جنب . لقي نفسه شايف أحسن لدرجة انه فكر يخلع نضارته !
رجع للزحمة لكن ايه ده ؟ زي مايكون نحات عبقري عمل من كتلة اللحم الكبيرة بني آدمين !
في اللحظة دي الأستاذ سليمان حس ان الدنيا كلها واحشاه !
قعد يقلب في وشوش الناس : الولد ده شبه ابني – البلطجي الصغير – والبنت دي عينيها فيها شقاوة ، والراجل ده عينيه حزينة ، وده .. ده عينيه ميتة يا ترى شايفني ؟! –
الراجل العجوز .. نفسي أشوفه .. نفسي أتأكد انه سامحني .. ايه اللي هناك ده ؟
ناس كتير متجمعة ع الناحية التانية . عدى بسرعة وبص ، تصوروا لقى ايه ؟
أيوه .. الراجل العجوز ونفس قفص البيض المكسر ، وواحد تاني بيديله فلوس .. معقول ؟!
استنى لما كل واحد راح في طريقه وقعد يراقبه من بعيد ..
لقيه بيعد الفلوس وبيشيل القفص . مشي وراه ومشاعره متلخبطة . – يا عم .
الراجل وقف والتفتله .
لقي تجاعيد وشه رجعت أرض بور !
افتكر الدموع .. افتكر اللي حصل .. وقعد يضحك .. يضحك من قلبه . والراجل مستغرب ، واستغرب أكتر لما لقيه بيسلم عليه ويبوسه : شكراً .. شكراً بجد !
الأستاذ سليمان سابه وكمل طريقه وهو مبسوط وعلى وشه ابتسامة حقيقية ......
وتوتة توتة .. فرغت الحدوتة ............


طارق رمضان

السبت، ١ نوفمبر ٢٠٠٨

الأدب والسينما في مصر

تدعوكم جماعة مغامير الأدبية
لصالونها الأول بمكتبة البلد أمام الجامعة الأمريكية
والذي سيعقد دوريا في السبت الأول من كل شهر
وقد اخترنا أن يكون الصالون الأول موضوعه عن
الأدب والسينما في مصر
وأتشرف بتقديم الأمسية اليوم في السابعة مساء
في انتظاركم
ط