وتمتلئ الصحف والفضائيات بالحناجر المدافعة والمهاجمة هنا وهناك
نموت احنا في موضوع الفريقين ده
الظاهر الكورة – وليس الرياضة – سيطرت على عقولنا (كلت دماغنا)
وزي ما بنشجع الأهلي أو الزمالك
انتقل هذا التعصب إلى كل حياتنا
فمن ليس معي فهو ضدي بالضرورة
وهناك برامج شهيرة في الفضائيات تحيا على هذه الثنائية
المهم أنه في كل قضية إذا عبرت عن رأيك – مهما كان – فمن يستمع إليك يتربص بكل كلمة تقولها حتى يلقيك بأسرع مما تتوقع ويدخلك احدى الدائرتين المتنازعتين
مفيش وقت حد يحلل ويفكر ويشوف وجهة نظرك
بمجرد ما تحدثت – مثلا – عن حسن نصر الله فأنت شيعي أو على الأقل متشيع
مثلما اذا تحدثت عن إعجابك بمهارة شيكابالا فأنت زملكاوي عميل
قس على هذا في جميع الأمور
وآخرها أزمة ألف ليلة وليلة والاعتراضات التي شنها المثقفون على من طالبوا بمصادرة النسخة الأصلية من الكتاب لاحتوائه على عبارات ومشاهد مخلة
وحدث الانقسام المعتاد فإما ان تكون مثقفا مستنيرا أو رجعيا متخلفا ومصادر لحرية الابداع
بصريح العبارة إرهاب فكري من الطرفين
لماذا لا يتم مناقشة الموضوع في هدوء ويجتمع ممثلين لكل رأي ويصلون لحل وننتهي من هذا السخف
ورأيي الشخصي أوجزه في سؤال :
ما هو الفقد/ النقص الابداعي الذي سيعانيه القارئ إذا قرأ النسخة المنقحة –بعد تعديل القباحات –؟
يرد أحدهم : ليس من حقنا التعديل هذا نص تراثي
- هل هو قرآن؟ ثم الكتاب ده مجهول المؤلف واكتشفه المتشرقون ولولاهم لما اهتممنا به ثم دخلت عليه تعديلات في عصور كثيرة فكيف تجزم أن هذه القباحات من الأصل؟
وهل تغيير كلمة مبتذلة بأخرى يستحق هذه الضجة
بالقياس على هذا سيعتبر ما فعله الأخوان جريم جريمة عظمى !
- زمن المنع انتهى احنا في عصر السماوات المفتوحة
- صح جدا لكن لما انا كدولة سأنشر حاجة لازم تبقى متوافقة مع تقاليد المجتمع يعني المفروض وزارة الثقافة ببساطة تنشر النسخة المنقحة وتشير إلى ذلك وإذا حد – دار نشر خاصة – حبت تنشر النسخة الأصلية أهلا وسهلا وللمتلقي الخيار .. أنا عن نفسي هشتري المنقحة وهوزعها على صحابي واخواتي بدون حرج ودون تأنيب ضمير .. ولو حد تاني عاوز يشتري اللي بيقولوا انها أصلية هو حر ..
لزمته ايه بقه وجع الدماغ ده؟
هناك ١٤ تعليقًا:
المشكلة أن الجميع يتحدث عن ألف ليلة باعتبارها درة الزمان وتاج العقد
وكأن التراث لم يحوِ غيرهـا
تمامًا مثلما يتحدثون عن إخوان الصفا والأغاني للأصفهاني باعتبارها من فلتات التراث
مع أن التراث يحوي ما هو أبدع وأروع وأرقى بكثير
المتبحر في الشأن التراثي والاستشراقي منذ جذوره الأولى -وقد سنحت لي هذه الفرصة أثناء إعدادي للماجستير- يدرك تمام الإدارك قصة ظهور هذه الاعمال إلى النور وتسليط الضوء عليها -أكثر من غيرها- لا لأنها عبقرية فذة -فهناك الأفضل- ولكن لأنها حوت قدرًا من الإباحية والخلاعة والتجاوز المفرط
وهي صورة كان يحب المستشرقون -خاصة المغرضين منهم- وضعها في بؤرة الحدث
وتصويرها على أنها غاية ما أبدعته العقول العربية الإسلامية في عصور زهوتها!!
من الآخر .. محاولة للتشويه والإفساد
خاصة أنها صورت خليفة عبقريًّا -كهارون الرشيد- في صورة زئر النساء الذي لا يفعل شيئًا سوى إحاطة نفسه بالجواري والعبث والمجون .. مع أن الرجل كان من أورع وأحكم وأعظم خلفاء العصر العباسي !
وقد أفلحوا إلى حد بعيد فيما أرادوه وطمحوا إليه
وأصبح من العسير أن تغير الصورة الذهنية التي رسمتها تلك الأعمال في العقول
الأغرب أن كثيرًا من هذه الأعمال تحوم حولها كثير من الشبهات والحكايات حول احتمالية عبث الشعوبيين وعملاء الغرب في بعض نصوصها، بالإضافة والحشو والتشويه
تمامًا مثلما كان لهم دور عظيم في وضع كثير من الأحاديث كذبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتاب الأغاني مثلاً أثبتت بعض الأبحاث المحترمة بأدلة دامغة أن مؤلفه ليس الأصفهاني وأنه منتحل/ مسروق ..
ألف ليلة مجهولة المؤلف ..
إخوان الصفا تدور حول شخصياتهم -واحتمالية أن يكونوا وهمًا- كثير من الأقاويل والشبهات !!
هل كل هذا من قبيل المصادفة ؟؟
أظن لا .. بعيدًا عن نظريات المؤامرة والبارانويا
نعم .. سيزايدون على القائلين بالتنقيح
وسيقولون كلامًا لا أول له ولا آخر عن الحرية ورفض المنع ودعاة الرجعية والمحتسبين الجدد
لكنك حين تفتش وراءهم ستجد أغلبهم لا يدركون حقائق الأمور .. وبعضهم ليسوا إلا من أولئك الذين يحبون أن (يزيطوا في الزيطة) مع خالص الاحترام للجميع
ألف ليلة ليست كتابًا مقدسًا ولا مؤلف لها أصلاً
ودخلها الكثير من التبديل والتغيير والتحريف عبر العصور
هي مجموعة قصص وخرافات تُدوولت عبر الزمن
وكان للمغرضين دور كبير في ظهورها إلى النور والعبث بها
حين تُحذف منها المشاهد السخيفة والكلمات الخارجة فلن يؤثر ذلك في شيء أبدًا
لأنها جميعًا دخيلة لا معنى لها في السياق ولا لزوم
كما أنها ليست خارجة أو متجاوزة فحسب
بل بشعة .. أعلى درجات البشاعة والقذارة للأسف
والنسخة المنقحة لا تقل عن الأصلية في شيء مطلقًا
تحياتي
...
أنا أتفق معك في المبدا وهو الدعوة لوجود رأي وسط بين رأيين متشنجين..لكن هذا لا ينطبق علي هذه القضية لأن الوسط هنا هو اتاحة نسخة منقحة لمن لا يريد النسخة الأصلية فالوسط موجود فعلا يا أخي النسخة المنقحة موجودة بالفعل وكانت موجودة دائما
لكن المشكلة يا طارق ليست في أن هناك من يطالب بنسخة منقحة
المشكلة أن المطالبين يطالبون بمصادرة النسخة الأصلية..اذن نحن لسنا أمام فكرة:سأشتري المنقحة وأوزعها ومن يريد شراء الأصلية فليفعل" فهذا لي لعنق الحقيقة الفكرة هي أن الأصوات تطالب بمصادرة حقي في قراءة النسخة الأصلية اذا أردتها..
الاعتراض الذي أفهمه هو رفض طبع النسخة الكاملة من أموال الدولة
ط
مش فاهماك
يعني الدولة ممثلة في وزارة الثقافة لو أرادت طبع ألف ليلة فالمفروض تطبع النسخة المنقحة تماشيا مع تقاليد المجتمع ولا تروج للنسخة الأخرى
ط
نفس المشكلة
أنت تريد حرية تفصيل، هناك من لا يري بأسا في الليالي ويريد الحصول عليها كما هي ووزارة الثقافة لو أتاحت لكل من الفريقين الحصول علي مبتغاه فوفرت طبعة "أصلية" وطبعة"معدلة" فأنت قد حصلت علي ما تريد وتركت غيرك يحصل علي ما يريد
أليس هذا هو رأيك الخاص بمسألة توفير منطقة وسط بين رأيين متطرفين!!
هو مافيش ناشرين تانيين؟؟
رايي أن ولاة الأمر لا يجب أن يروجوا للمسخرة
لكن لو ارادت دار نشر أخرى خاصة نشرها فلتفعل وليشتري من يريد
ط
يا طارق ما هو ولاة الأمر-حد تسميتك-لا يرونها مسخرة، والمجتمع مثلما فيه من يراها مسخرة فيه من لا يراها كذلك..المسخرة منتشرة في الشارع وفي التليفزيون وفي الجرائد الحكومية وفي المكتبات وعلي الأرصفة ولم نسمع من يطالب ولاة الأمر بعدم نشرها
أنت في النهاية ولي أمر نفسك وأنا ولي أمر نفسي اشتر ما تشاء واترك ما تراه مسخرة..وحش الكلام دة؟
احنا بنتكلم عن الواقع الوائع
ولا عن الصح؟
طب مافيه نسبة كبيرة من المصريين بيشربوا مخدرات
معنى كده اننا نسمح بيها
مش فاهم
ط
المثال الذي ذكرته ليس مؤسفا فحسب، بل هو أيضا في غير محله ، وأنبهك الي أني لم أتحدث عن (الوائع) وانما تحدثت عن ازدواجية نظرتنا للأمور
ثم ها أنت تدخل من مدخل "لماذا نفترض في كل شيء التطرف ولماذا لا تكون هناك رؤية وسيطة مرنة" ثم تظهر في نقاشك رأيا متطرفا حقيقيا
لن أقول لك أن "الصح والغلط" أمر نسبي تماما، لكن دعني أطرح وجهة نظر أخري
هب ان الكتاب خال مما لا يعجبكم فيه، وأنني رأيت-وهذا واقع-أن الكتاب يحمل نظرة عنصرية وازدراء للآخر، ما الحدود التي سأتحرك فيها في هذا الصدد؟؟
هب انني رأيت في هذه الحكايات -وهذا هو الحال-عنفا ونظرة دونية جاهلية وتحيزا ضد المرأة، فما الحدود التي سأتحرك فيها كي لا اتجاوز حدودي..وما هو موقف السادة المحامين المعينين
سيقولون ان هذه الأشياء ليست "حرام"، سأثبت لك أنها حرام أكثر من استخدام بعض الاشارات أو التصريحات الجنسية..سيقولون أن هذه الأشياء لا تؤثر سلبا علي شباب القارئين؟؟؟
أنت تعلم أن هذا غير صحيح وأن هذه الأفكار من الخطورة بحيث تتجاوز أي تأثير لمشاهدك الجنسية
يا أخي..هذا ليس زمن الفضيلة والرذيلة، هذا زمن اختلاط الفضيلة بالرذيلة؛فانعدام الرؤية الصحيحة/الحكم الصحيح ودمتم
محضُ هرتلةٍ فكريةٍ !
بقت حاجة أوفاو جدا !
ما تتحد ثين عنه هو النسبي تماما
فهو رؤيتك للعمل وتأويلك الخاص جدا
الذي ليس بالضرورة رأي آخرين لم يرو ما رأيت
لكن الألفاظ الصريحةالتي ان ذكرها احد رفعت عليه قضية سب وقذف
فلا خلاف عليها
حتى اشد المتفتحين لا ينكر تجاوز هذه العبارات
ونعود للسؤال الأساسي:
ما هو الفقد/النقص الدبي الذي سيعانيه المتلقي من تعديل هذه العبارات؟
ط
حسن
وهل أنت تطلب تعديلا يا سيدي!!!
أنت تطلب حظرا/حجرا/مصادرة فإن كنت قد أخطأت الفهم أرجو أن تصحح لي،أما ان كانت الأزمة كالعادة خلط مفاهيم فمصطلحات فأرجو...أن تصحح لي
إرسال تعليق