الاثنين، ٢ فبراير ٢٠٠٩

مـوْتُ أداةِ الاسْــتثنَاءِ

أصعد درجات السلم بخطى جديدة،
أضغط زر الجرس الخليع بلمسة مختلفة.
تفتح. أتصفحها بعين ليست عيني.
أسدد نظرتي إلى وجهها مقاومًا كل ما يقول لي: تراجع، مقاومًا الجاذبية الأرضية. إنها المدام، السيدة المحترمة..
"أهلاً وسهلاً" ذاهلةً نطقتْ بها. أربكتني.
دخلتُ. صدى الكلمات الماجنة طرطشات ماء أفاقتني من غفوتي الطويلة.
يا لي من ساذج! كم هو مؤلم أن تكتشف أنك آخر من يعلم!
- معلهش الولد تعب شوية ونام. أصحهولك؟
- لأ. جاءت حادة أكثر مما يجب فخففت منها: سيبيه يستريح.
- طب تشرب إيه؟
- أنا... ومثلت أنني سأقوم.
- إزاي؟ طب استريح م السلم.
رأيتني أصر على القيام والخروج وقد تلون وجهي بلون الخجل والحرج! ضحكت من صورتي السابقة وجلست بثقة.
- طب شوية شاي.. بس أنا كنت عاوزك في..
بحماس ذاهل تقترب: أأمر إنت ماتعرفش معزتك عندي قد إيه؟ دانت أكتر من أخ.
- اقعدي. كيف قلتها؟! لا أعرف. جلسَتْ وعلى وجهها الاهتمام المبالغ.
- الموضوع..
- قول يا خويا ماتنكسفش، عاوز فلوس؟
- لأ، فلوس إيه؟!
- قول بس، مش كفاية تعبك مع محمد ومابترضاش تاخد مليم.. ربنا يسترك.
دعوتها الأخيرة تذكرني بكلامهم.
أراها ترقص عارية. سعيد -مدرس الدين- لا يكذب!!
ثقتها فيَّ تتبدى في كل تصرفاتها حتى إنها تقابلني بملابس البيت التي تكشف.
ها هو، بالتأكيد هو. قميص النوم الأسود الذي يفضله كامل. يحب كل شيء حسب مزاجه الخاص!!
ها أنا.. وجهًا لوجه أمام الأرملة الشابة المثيرة. تقدم أيها المغفل،
ها هي من كنت تعتبرها أمًّا مثالية وتعطف عليها وعلى ابنها، آخر حروف الشرف الباقية في صفحة حياتك.
استثناؤك الوحيد في الحياة.. يسقط.
لن تفعل أكثر مما يفعله الآخرون. الآخرون، من أزاحوا عنك أقنعة الوهم والمثالية الساذجة،
فما لك متردد.. تقدم.
- اتكلم يا خويا فيه إيه؟
- الحقيقة حصل موقف كده..
- خير؟!
- واحد صديق أو المفروض إنه صديق طلع.. خاين!
- الناس اليومين دول مش ناس.. هو اللي بيجرالنا ده من شوية؟
- اللي بيجرالنا.. لماذا قالت تلك الجملة التي ذكرتني بكل "اللي بيجرالنا"؟
أهوي في بئر أحزاني العميق فأحاول الهرب: هيا الناس وحشة كده؟
- إنت باصص لنفسك؟ هو فيه حد زيك دلوقت؟ الناس وحوش.
قالتها بصدق أحالني إلى الألسن التي لاكت سيرتها غير العطرة.
بدأت طريقي الذي انتويته منذ البداية، ففردت ذراعي حتى لامست أصابعي كتفها وأنا أهذي بحكاية صديقي.
استجمعت كل حواسي في أطراف أناملي محاولاً تحسس ملمس ذلك الجسد المنتهك.
ضغطة مفاجئة تجعلها تنتفض بخجل لا أصدقه!
تقدم أيها المخدوع. أيها المحروم. هذا الجسد سهل،
أستجيب للنداء الوحشيّ فتذعر وتنهض
- أنا مش مصدقة نفسي. معقول؟!!
انكشف قناعي، فلأعترف. كنت أراها جميلة ومثيرة،
وربما استجبت لطلبها المساعدة لأتقرب منها. كنت أخفي رغباتي الحقيرة تلك في باطن أعمق كهف في نفسي.
ها قد انكشف القناع، لم يعد هناك ما أبكي عليه.
إنني مثلهم الآن، فلأنل ما نالوا. أهجم عليها. لا تقاوم. أنهال عليها تقبيلاً وهي ثابتة.
أجدها تتحسس ذراعي الذي يريد ارتياد كل أراضيها المداسة! هل أعجبتها أم أنها اعتادت عدم المقاومة؟
تدفعني بعيدًا. أرى دموعًا
- لأ بلاش انت، أبوس إيدك خليك زي ما انت حرام عليك!
بين شهوتي المشتعلة واشمئزازي من نفسي تسقط دموعي حيرى؛
كم أنا ضعيف!
أجلس كارهًا كل شيء فتقترب.
تمسح دموعي، تقبلني. أنفجر باكيًا، تحتضنني.
بركان شهوتي يعود للانفجار، أعصرها وقد توقفت دموعي. توقفتُ.
يخمد البركان.
تبتعد وفي عينيها نظرة من لم يعد له أمل في شيء. أسى، يأس، شفقة، كره، مشاعر يمكنني لمحها في عينيها.
هيا أيها الوضيع.. ألم تأخذ بثأرك؟
أتركها في انهيارها منهارًا.
أخرج بخطى تكرهني.
أغلق الباب بيد تلعنني..
أهبـط..

أستدير ناظرًا لشرفتها بعين أصبحت عيني!!!

أكتوبر 2004
ملحوظة: اللوحة للمغمورة العزيزة هبة خيري والتي قامت بعمل اللوحات الداخلية للمجموعة.

هناك ٧ تعليقات:

Shimaa Esmail يقول...

السيد الأستاذ/ طارق رمضان.
صاحب مدونة / في صحتك
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لقد أرسلت لك رسالة عبر البريد الإلكتروني تتعلق باستمارة استقصاء بيانات عن المدونات المصرية.
أرجو الاهتمام والرد سريعا بالموافقة أو الرفض.
تحياتي وتقديري.
شيماء إسماعيل
باحثة بالماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

سقراط يقول...

يا جامد يا جامد يا جامد
بصراحة يا طرّوق انا عارف انك جامد
لكن ما جاش على بالى ابدا وانا فى المعرض انى ادور على "موت اداة الاستثناء"
ودلوقتى سيبني اوبخ نفسي شوية
.
.
.
بجد بحييك

Shimaa Esmail يقول...

السيد الأستاذ/ طارق رمضان.
صاحب مدونة / في صحتك
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لقد أرسلت لك دليل العمل (صفحتين) والجزء الأول من الاستمارة (8 صفحات) ، أرجو منك إرسال رسالة توضح أن الجزء قد وصلك وأنه ليس هناك مشكلة في إرساله أحالت وصله لسيادتك .
تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحثة بالماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

Unknown يقول...

:)
القصة جيدة جدا ..!!
منذ مدة لم أقرأ شيئا بمثل هذا المستوى على المدونات ..
ليس لدي الكثير لأقول ..
و لكن شكراً لك :)

ط يقول...

سقراط
أهو انت اللي جامد
شكرا يا مان
ط

ط يقول...

شيماء اسماعيل
جاري تنفيذ المطلوب
ربنا يوفقك
ط

ط يقول...

شيماء علي
يا اهلا يا أهلا
بجد عيد بزيارتك
ورأيك
تحياتي
ط