الثلاثاء، ٢٩ يناير ٢٠٠٨

المتفتح

يتمشى في حجرته ويضايقه وجود الاركان والاعمدة ويفكر : سحقا للجمود الفكري للمهندسين لماذا لا يكون هناك حجرات دائرية؟ لماذا الاصرار على النموذج المستطيل والمربع ؟ تخلف !!
يظل يقرأ ويفكر بصوت عال وهو يتمشى حتى يداعبه النعاس فيشغل الكمبيوتر على فيلمه المفضل " فورست جامب " يستمتع بمشاهد جري البطل : الله اداء – حركي- عبقري، توم هانكس يستحق الاوسكار فعلا!!
يتوجه للسرير يتذكر فتاة الحلم الماضي كانت جميلة جداا
و كانت الدنيا ضلام وعني هاسحابة ضي
وكان يسير معها في طريق بلا نهاية، يغمض عينيه على امل ان يكمل الحلم الجميل ويستعيد تلك المتعة .. متعة المشي في طريق بلا نهاية!!
يسمع جلبة فيقوم مفزوعا فيجد عملاقين يقفزان من الشباك الى داخل حجرته : انتوا مين ؟
أكيد حرامية.. لا أنا اسف ..ايه اللي انا بقوله ده ؟ لازم اطبق الافكار اللي انا مؤمن بيها .. ليه استسلم لاول فكرة جت في بالي ثم ليه انا خايف؟ المفروض ماخفش الا لما اتأكد انهم حرامية ، ممكن يكونوا جيران ونسيوا مفتاح الباب! بس ليه يدخلوا عندي انا؟ ممكن يكونوا غلطوا في الشباك.. وممكن يكونوا
يقطع حواره صرخة من احدهما : زي مانت شايف حرامية
- بس انا لسه ما قررتش سبني اكمل تفكيري
- تفكير ايه بقولك حرامية
- لو سمحت ماتشوشرش على تفكيري
- والله العظيم احنا حرامية
- ياسيدي ليه تحجر على فكري؟ ده رأيك وانت حر فيه ..
- انت مش مصدق طب تعالى . يشده من ياقة بيجامته ويشهر مسدسه في وجهه فيصرخ: انا عارفكم انتم تبع محمد عباس انا عارف انا بكره محمد عباس !!
- اخرس يصرخ بها حامل المسدس فيستجيب، يبدا الاخر في تفتيش الحجرة .
ينظر الى العملاق المسلح ويبدأ في محاورته: يا سيدي فكر فيما تفعل افتح نافذة عقلك على اتساعها دع افكارك الموروثة واخرج من ملابسك التي وجدت نفسك ترتديها .. فكر خليك متفتح ..
الرجل بابتسامة: الشهادة لله انا ماشفتش حد متفتح زي سيادتك -ويشير الى الشباك المفتوح- .. بس ليه قافل الباب ؟
- ده هم اللي قافلينه بيقولوا اني بامشي وانا نايم !!
يصل الاخر الى المكتبة -
- ايه ده كل دي كتب ، ماع ندكش كتب خارجية للعيال ؟
ويقلب فيها فيصرخ : لا الكتب لا ..
- طب ماتريحنا وتقول بتشيلوا فين الفلوس والمجوهرات .. يصمت .. مش عاوز تتكلم طيب .. يسحب كتابا ضخما ويفتحه مهددا : لو ماتكلمتش هاقطعه .
-. يصرخ: لا الكتاب حرام عليك
- ها اتكلم احسنلك
- -حاضر حاضر بس بلاش الكتاب
- - للدرجة دي غالي
- - طبعا ده ثروة ده عالم صوفي
- .- صوفي ده ايه دلع مصطفى ؟
- - دي رواية في تاريخ الفلسفة
- .- يعني حاجة مهمة انطق بقه ..
يشير الى درج معين ويتناول الكتاب ماسحا غلافه بحنان .
يجمعون الحصيلة فينادي عليهم قبل الرحيل: بجد انتم صعبانين علي حاولوا تفكروا في الكلام اللي قلته
- هو كان بيقول ايه يا معلم ؟
- كان بيقول ان الانسان لازم يطلع من هدومه .
- طب ماهي فكرة ، يا استاذ انت اثرت في انا اقتنعت بكلامك وهانفذه ودلوقت حالا .
بعد التنفيذ يقفزان من النافذة بعد ان يتركاه في الظلمة عار يتحسس!!!
ط

هناك تعليق واحد:

فريدة... يقول...

جااااااااااامد لما الواحد يتكلم عليه صحبه

تدوينة ممتع يا باشمهندس

ربنا يكرمكم انتم الأثنين
تحياتي