الأحد، ١٨ مايو ٢٠٠٨

سيدة القلوب.. عمل مشترك

سيدة القلوب
1- أسلي نفسي

أسلي نفسي والدنيا تسلي نفسها فيني .. أجاري الوقت لو عاند ولو وهمه يجاريني ..

- ماذا بعد ؟ .. ها أنتِ قد دعوتِ الجميع .. ماذا بعد؟ ..
- لا شيء .. سأطرد بقايا أصواتهم الواهنة من أذني وأبدأ استعدادي للحفل .. ترى أي الألوان علي أن أرتدي؟! .. لا ليس الثوب الأبيض .. فرؤيته تصيبني بالحزن .. أأتشح سحراً ؟ .. أم أكتسي فتنة؟! .. بل سأرتدي الذهبي .. ملكة أنا .. و لطالما ناسبني بريق القوة ..
- بل لطالما كان يشبهك الأصفر ..

تعلمت أرضى بالواقع ولا أتبع سنا الأحلام .. ولا أستنى ولا أتمنى .. ولا ودي معنيني..

- لما كان على هذا اللحن أن يبكي نغماته بهذه الطريقة !.. لا يلائمني البكاء الآن .. أين حليي! ..
- ما رأيك بهذه الوردة ؟
- لن أضع الوردة بإصبعي .. فالورود سريعة الذبول .. وحده عقد القلوب دائما يفوز! ..

أنا حبيت بس مرة .. وخان الحب ظني فيه .. وقلبي لأنكسر مرة .. لين اليوم أجمع فيه .. وتبت وتاب إحساسي .. وصرت أقسى من القاسي .. وهذا اللي مخليني .. أسلي نفسي..

- ألم يحرك انكسارهم فيكِ أي شيء ..
- هم فعلوا ذلك بأنفسهم .. كانوا جميعا يمتلكون نفس الغباء العشقي.. دوماً يفترشون طريقي بقلوبهم .. حتى ذلك الساذج الأفلاطوني الأخير.. كان فقط يكتفي بمراقبتي .. أتصدقين؟! .. وما إن ناديته حتى تنامت أحلامه .. غير أنه لم يطمح لقلبه إلا بمكان تحت قدمي .. فلم لا أسير!.. كما أنهم يصرون على استمرار انكسارهم .. فليفعلوا مثلي .. أنا تعلمت قواعد اللعبة و دخلت الميدان سريعا .. ولكن لا .. هم يحبون البكاء إلى جوار الجدران.. ولسوف أعيد مشاهد هزائمهم .. وأمنحهم الجدران .. عسى دموعهم تشبعني وتفقدني الرغبة في أن أراه هو يبكي على جدراني ..
- لن يأتي .. ولن تنسي ..
- كلهم هو .. وحتما سيبكون جميعاً .. كفي عن إزعاجي وفارقي المرآة.. أريد أن أعد الأسلحة ..

أسلي نفسي والدنيا تسلي نفسها فيني .. أسلي نفسي والدنيا تسلي نفسها فيني ..

.....

2 – المستبدة

قالت لكل الأصدقاء : هذا الذي ما حركته .. أميرة بين النساء . سيستدير كخاتم في إصبعي ، ويشب نارا لو رأى شخصا معي . سترونه بيدي أضعف من ضعيف .. وترونه ما بين أقدامي كأوراق الخريف .

يا .. يا لي من ساذج ! لا لماذا تلوم نفسك ؟
عندما تأتيك امرأة .. لا تستطيع أن تصفها بأنها جميلة .. أنك حتى تخشى أن تنتقي لها صفة كي لا تحترق اللغة .. أنها كل ما تحلم به ..
عندها لا تملك من أمرك شيئا .. رغم وساوسك ورغم حذرك ورغم يقينك بازدحام ماضيها بالضحايا .. لكنها عيناها ! نظراتها التي تدعوك : اقترب . فلا تملك غير الاستجابة . تطلق كل مشاعرك الغضة الحبيسة من أقفاصها لتتحرر بين يديها ، تعطي كل ما لديك بسعادة . تنسى كل ما حولك وتكون هي ..
أيام تتبتل حالما مع طيفها .. تنتظر طلوع النهار وتتمنى لو باستطاعتك جذب الشمس من مخدعها كي تطلع لتراها ..
وتلقاها ..فتبتعد .. تتبعها .. تتركك .. تتبعها .. غير عابئ بنظراتهم . وهي .. هي تعلم أنها أنها.. هي وان الجميع يريدونها .. لكن أنت .. كنت بعيدا ، قانعا باستراق النظرات ولم يقنعها ذلك .. وكانت اللعبة ، وسقطت . ونجحت هي .. كعادتها .. وأثبتت لهم أنك مثل الجميع .. وأنها فوق الجميع ..
بعد أيام ملت اللعبة وحان وقت كشف الأوراق ، حان وقت الاستيقاظ من الحلم .
لماذا لم تتركني في غفوتي ؟ يا لها من ... يا لي من ...
لماذا لم تتركني قليلا ؟ لكنها أصول اللعبة وحان وقت الكشف ..
ربما هناك لعبة أخرى .. انتهى دورك أيها الساذج ..
ولكن أنتظر فلن تمضي خاوي الوفاض .. فلتحمل معك جرحا يذكرك بها أبدا ..هي لم تكن لترعى عصفورا سعت لامتلاكه .. ولا حتى لتحرره .. وإنما كانت من النوع الذي يلهو به ما شاء ولا ينسى أبداً كسر أجنحته قبل أن يلقيه إلى الطريق ..

إني أعاني ..إني أموت .. إني حطام ... حاشاك عمر أن أفكر في انتقام .. اهدي لك قلب وحب واحترام ...

ها قد انكشف القناع وانتهت المسرحية .. حسرة ؟ .. لا . ندم ؟ ..لا .
إن ما تشعر به أعقد من ذلك . فقد صببت كل مشاعرك الرقيقة بسخاء في الوعاء الخطأ ! وعاء مخادع . ظننت أنك لشفافيته لا ترى أبعاده .. لكنه لم يكن إلا فراغاً
هل أكرهها ؟ بعد كل هذا الحب ؟ فلتبقي من الذكرى مشاعر غفلتك .. ولا تحزن على جناحيك .. فغداً ربما تستخدم قدميك بشكل أفضل .لكن هل تستطيع ؟ هل يمكن نسيان كرامتك المطروحة أرضا ؟ نظراتهم الساخرة ؟ هل أنسى رنين ضحكتها .. الهازئة .. لقد نجحت في شرذمتي .. إني أموت .. إني حطام .. ليتني أستطيع أن أكرهك .. أو أنساك أيتها ال ...

صبرا يا عمري لن تري دمعا يسيل .. سترين معنى الصبر في جسد النحيل ... فتفرجي هذا المساء رقصي الجميل !!
ماذا تريد بعد ؟ ما سر تلك الدعوة ؟ أي الأحلام تريد أن تسلبني إياها؟!.. أي أوهامي تريد أن تخلع هذه المرة ؟! هل أذهب ؟ تذهب ؟ تفكر في الذهاب ؟ ولم لا ؟ لماذا أهرب ؟ ألن تضعف ؟ ألن تستجديها كي تشفق عليك وتمنحك بعض مشاعرها الكاذبة ؟ ألن تدمع وتفضح نفسك ؟ وتهدر ما بقي من كرامتك ..
لا لن يحدث . رغم كل شئ لن ادعهم يروا دموعي الثمينة .. سأرقص .. نعم سأرقص وابتهج كي أداري آلامي .. دموعي .. احتضاري .. سأرقص رقصة زوربا .. رقصة الطائر الذبيح .. لن يروا دموعي ..
حضرت الحفل . ورأيتها .. معهم . ضحاياها السابقين .. أرى نفسي في عيونهم . لكنهم لم يستطيعوا البعد وداروا في فلكها الوهمي .. هي .. تستمتع بذلك .. ربما تطلب الأمان المفقود في قربهم .. في دورانهم حولها .. وأنا ؟ هل ارسم مداري ؟ أقترب ، يدق قلبي بقوة. اقبض على مشاعري . . أجاهد حتى لا تنزف عيناي.
أراها تزين جيدها بعقد مرصع بقلوب ذهبية . يثيرني المنظر . انظر إليهم .. عيونهم تفضحهم ... تهم بالقيام .. يهمون .. أتردد .. تلتفت هي مشيرة إلي : ألن تأتي ؟
نبرات صوتها تكاد تضعفني وابتسامتها التي تجسد معنى السعادة لكل من يراها تذيبني. لكنني قاومت .. وغازلت كبريائي القديمة . نجحت ..
استأذنتها في مشاهدة العقد .. خلعته وأعطتني إياه متعجبة .. اخلع أحد القلوب الذهبية منه بتحد . أعيده لها منتشيا ..
وبلا مبالاة .. تلمست قدماي طريقا آخر ...

تمت
طارق رمضان
ندى مجدي
شتاء2005
- أسلي نفسي – أغنية لأصالة-
- المستبدة – أغنية لكاظم

هناك تعليقان (٢):

باسم المليجي يقول...

هو أنا بعيد عن الحياة كده؟
وإذ فجأتن آلاقي ليك مدونة يا بشمهندس بدون علمي

ط يقول...

بعد السلام عليكم
حمدلله ع السلامة
ياترى مفاجأة سارة ولا عنايات؟
ط