الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠٠٨

كباريه مصر




فيلم مؤلم وصادم، ومؤثر جدا
لحظات طويلة من الصمت قضيتها أنا وزوجتي بعد مشاهدته
لحظات من الشجن والقلق والتفكير
وهو ما لم يحدث مع فيلم منذ فترة طويلة
كان انطباعي المبدئي قبل المشاهدة سلبيا للغاية من قراءة أسماء صناع الفيلم
ففيلم من إنتاج السبكي بتاع اللحمة وتأليف أحمد عبد الله -اللي عملوا مع بعض أفلام مثل لخمة راس وعليا الطرب بالتلاتة وقصة الحي الشعبي- لا ينبئ بخير، لكن ما لفت نظري هو تلك الزحمة من الممثلين!
وهو ما جعلني أشك بعد المشاهدة إن الفيلم ده يكون لأحمد عبد الله، ممكن يكون لمؤلف شاب مغمور وزي ما بيحصل يعني! لكن يبقى السبكي منتح الفيلم..!
الشخصيات على تعددها مرسومة جيدا في سيناريو متماسك، والأحداث إيقاعها سريع للغاية وهو ما نفتقده في أفلام كثيرة مترهلة، ويحسب هذا للمخرج سامح عبد العزيز في ظل أداء تمثيلي عالٍ من الجميع. ما آخذه فقط على الفيلم أن التصاعد الدرامي في النهاية كان يحتاج لمزيد من التبرير حتى لا يبدو مفتعلا، فانفجار الشخصيات مع قرب الانفجار الحقيقي شابه بعض التكلف: صاحب الكباريه يطرد أخاه بعد علمه أنه يتجسس على الراقصات في الحمام، مما يجعل هذا الأخ يقرر قتل أخيه! حكاية مش مقنعة قوي. كما عزم مطرب الكباريه بلعوم -خالد الصاوي- قتل منافسه ادوارد بعد اعجاب السيدة الخليجية التي تعوله به، حدث نقبله على مضض! وإن كان كل ذلك يبرر حالة الحقد والكره التي تغلف المكان ككل.
نعود إلى الفكرة أو الموضوع وهو ما أدهشني..
إننا أمام كباريه يجمع مزيجًا متباينًا من الشخصيات، وصاحب الكباريه – ها؟ - مات وكان عنده ولدين واحد فيهم ضحك ع التاني وخد نصيبه بتراب الفلوس وأصبح رئيس الكباريه الوحيد،
ونجد المساعد والبودي جارد والعاملين وفتيات الليل والمطربين
كل هؤلاء ومن يعولون هم شخصيات الفيلم,,
على الجانب الآخر هناك جماعة إسلامية ترسل أحد أفرادها الملغمين ليفجر نفسه في الكباريه!
يتعاطف الفيلم مع هذا الشخص ويتبنى وجهة نظره عندما يتحول إلى داعية، لكنه يعجز عن إقناع زميله - الذي لا يستمع إليه- ويفشل في إيقاف الانفجار.. وهنا تحذير لما يمكن أن يحدث لو استمر هذا الفساد في البلد/ الكباريه الذي يقصده العرب للمتعة والسياحة!
أهم ما في هذا الفيلم أنه حقق معادلة تبدو صعبة، وهي وجود رسالة محترمة دون الوقوع في شرك الوعظية والمباشرة والفجاجة، وهو ذكاء من الكاتب.. فقد قسم الفيلم ما يريد إيصاله على شخصياته من خلال الفعل لا الحوار، حتى مشهد إقناع فتحي عبد الوهاب لأحمد بدير تم من خلال سرده للحكاية الشهيرة عن الأخين اللي واحد فيهم بيقبض 500 جنيه وواحد بيقبض 2000 جنيه والأول مرتبه بيفيض بينما الثاني بيستلف، لأن البركة تنتزع من المال الحرام وإن كثر.

لم يظهر بالفيلم أي ضابط شرطة ولهذا مغزى ما..! بالفعل تصلح كل شخصية في الفيلم لأن تكون موضوع خطبة دينية: فشخصية - محمد شرف- الذي تتوالى عليه المصائب وهو في طريقه للكباريه حتى يصاب في حادث وتقطع قدمه لينجو بنفسه، تجعلنا نفهم حكمة القدر. وشخصية - علاء مرسي- الذي ارتكب خطأ ثلاثيا، فهو يعول أهله من مال حرام، ثم يخون مهام وظيفته كجامع للنقوط ويسرق منه، ثم لم يكتف بما يحتاجه فأخذ يجمع ويجمع حتى هلك مع من هلك! وشخصية أحمد بدير الذي يحافظ على الشعرة التي تربطه بالخالق بمواظبته على الصلاة رغم عمله في الكباريه، وعندما انفتح قلبه لدعوة الخير سارع بالتوبة والخروج من المكان.. فنجا!
الموت يأتي بغتة.. فعلى أي حال سنموت؟!

في الوقت نفسه يدين الفيلم كل آل الكباريه الذين يعانون من الازدواجية والاستسلام لطريق الخطأ، فالبودي جارد -محمد لطفي- يتحسر على أيام الجيش ويشعر بالحنين لرفاقه الذين شاركوا في الحرب..
وصاحب الكباريه - صلاح عبدالله- يستمع إلى الأغاني الدينية ويشرب الحليب والعصير ولا يمس الخمور ويحافظ على العمرة سنويًّا.. والفتاة - دنيا سمير- التي تركت الكباريه ثم عادت إليه - في آخر لحظة- باختيارها.. والأخرى - جومانة مراد- التي تريد أن تُخرج أمها المريضة للحج من فلوسها الحرام، وعندما تعلم بوفاة أمها - التي سترها أهل الحارة- تدخل لتبحث في الكباريه عمن يعطيها ما تستر به نفسها دون جدوى، وهو من المشاهد الجميلة مع مشهدي فتحي عبد الوهاب: الأول عندما اضطر لشرب الخمر وبينما يرفع الكأس ليشرب تنزل دموعه، ومشهده وهو يحاول إقناع زميله بعدم تنفيذ العملية.
كما هو واضح رسالة الفيلم محافظة جدا وملتزمة جدا، ورغم ذلك فالفيلم مليء بمشاهد العري اللائقة بمكان كهذا، ويبدو أن المؤلف يعاني بدوره من تلك الازدواجية التي يعانيها أبطال الفيلم! أفهم طبعا ما يقال عن الضرورة الدرامية فكيف يقدم كباريه بدون راقصة أو فتيات عاريات؟ مش هاينفع أقدم رقاصة محترمة – زي منى زكي في خالتي فرنسا –
لكن يبقى أن الفيلم يحوي عريًا يجعلني أحتار وأتردد وأنا أدعو الناس لمشاهدته، فأنا على الكمبيوتر ممكن أجرّي المشاهد إياها، لكن هل سيفعل ذلك من أدعوه لرؤية الفيلم؟
وقد ثارت لدي تساؤلات شغلتني طويلا عن إمكانية عمل فيلم محترم لا يأثم صناعه بأي حال.. دعك من الفكرة والمضمون، إذ من السهل جدًّا عمل فيلم به فكرة محترمة إذا جاز التعبير، لكن الشكل؟! إذا ابتعدنا عن المشاهد الجنسية والعارية الصارخة، فماذا عن ظهور فتاة بشعرها أو ترتدي تي شيرت نص كم حتى لو لم يعد ذلك يثير أحدا.. هل يجوز؟
أعرف أن البعض سيتهمني بالتخلف والرجعية –وهو أسهل شيء هذه الأيام- لكنها أفكار تراودني بشدة. وأتساءل هل ممكن يتعمل فيلم محترم – كلمة نظيف أصبحت سيئة السمعة بعد أن تبنته افلام منزوعة الفكر والقيمة – وفي الوقت نفسه ممتع؟ أعتقد ممكن لو تخلينا قليلا عن وسائل الإبهار التقليدية.
سعدت بوجود مجموعة من الأفلام مؤخرًا لا تقدم الصورة النمطية للشخصية الملتزمة -الإرهابي التقيليدي أبو لحية وبيتكلم فصحى مش عارف مين بيتكلم فصحى لحد دلوقت! – والتي شوهتها مجموعة من الكتاب ذوي التوجهات المناهضة لكل ما هو إسلامي، وبدا أن هناك وعيًا إلى حد ما، كما شاهدنا في "عمارة يعقوبيان" و"أنا مش معاهم"، وحاولت تذكر الأفلام التي سارت على ذلك الدرب فوجدتها معدودة، فما يطلق عليه أفلام دينية كانت تحوي أيضًا مشاهد رقص وفجور.. كفار بقى! وأفلام حسين صدقي كانت مباشرة جدًّا، وفي بعض الأفلام القديمة كانت الحكمة والموعظة تأتي في نهاية الفيلم المليء بالرقص! كما استن المخرج الأمريكي مش فاكر مين 99 بكرة شيطانية وبكرة في النهاية من الكتاب المقدس!
وتذكرت فيلما اسمه "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" لسعيد مرزوق: الحل في نهاية الفيلم والثورة على الفساد كان بقيادة شيخ الجامع. أيضا أفلام محمود أبو زيد وعلي عبد الخالق: "العار" و"الكيف"
و"جري الوحوش" التي كانت تنتهي عادة بآية قرآنية. وتذكرت الرائع عاطف الطيب وفيلمه "أبناء وقتلة" الذي تعاطف فيه مع الابن الملتزم دينيا، الذي كان الضحية في النهاية. لكن الفيلم حوى أيضا الكثير من المشاهد الفجة.

مع إيماني الشديد بدور السينما وتأثيرها الفظيع الساحر على المشاهد، أتمنى فعلا دخول أناس محترمين هذا المجال، ولو كنت من المسئولين عن التيارات والحركات والجماعات التي تهدف لإصلاح المجتمع كنت سأدعوهم لدخول المجال وإنتاج أفلام محترمة. مش عارف مش عاوزين يستغلوا السلاح ده ليه رغم إنهم لا تنقصهم الإمكانيات!
حاجة تغيظ!!

طارق رمضان



هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

لم أشاهد الفيلم
وإن كانت هذه التدوينة قد استثارتني لمشاهدته
قرأت عنه بعض التعليقات فى الصحف وكان معظمها إيجابيا
وكان أكثر ما استغربته كون الفيلم ذا توجه ديني
ديني وكباريه...؟!!
غريبة شوية
من ساعتها كنت حابة أعرف إزاي وإن كنت كونت صورة ما
الآن بدأت أفهم
ويبدو أن ما تصورته قريب من الحقيقة
...
تساؤلاتك مهمة فعلا..
المفترض ان المرجعية الدينية بتحكم الإنسان الملتزم
والمفترض -مثلا-ان الحجاب فرض
طب لو الشخص ده شارك ف عمل -كتابة او إخراج- بتظهر فيه واحدة مكشوفةالرأس زى ما قلت
مش ده تناقض؟
مش دي مخالفة لمبادئه؟
أنا شايفة كده الحقيقة
وده ينطبق على كل حاجة في حياتنا
مينفعش أرفض التدخين وأدخن
مينفعش أهاجم الدروس الخصوصية وادي ولادي
لو حصل مفيش مشكلة
كتير ناس بترفض حاجات وتعملها
لكن احترام الإنسان لنفسه...؟!
هيا مشكلة فعلا حتى لو اعتبر البعض ده تخلف أو رجعية!!
ومسألة انك تعمل فيلم يحقق المعادلة الصعبة شايفة انها صعبة لكن مش مستحيلة
اشكرك على التدوينة المتميزة
وكل التحية

ط يقول...

بعد السلام عليكم
سلمى
فيه قصيدة لزميلنا عادل محمد بالاسم ده مش عارف قريتيها ولا؟
المهم
أشكرك على مشاركتي حيرتي
وبأمانة للان لم احسم هذا الأمر مع نفسي
بالنسبة للفيلم أنا حتى مش قادر أقولك شوفيه ومش بنقله لحد.. مش عارف.. بس
سعيد بجد بزياراتك
ط

محمد عادل يقول...

ياه يا بشمهندس

انا في حياتي ما شوفتش مقال أحس ان بيتكلم بلساني بالشكل ده

بعد ما شوفت الفيلم كنت عايز أقول كل الكلام اللي انت قلته بالملي.

عايز أعلق على نقطتين : مسألة الحل والحرمة ومسالة العمل الفني حين يحمل موعظة ما

لو إنك سألت أي شيخ سؤال تقليدي جدا
السينما حلال ولا حرام ، فإن إجابته لن تخرج أبدا (مهما كان تياره إن شا الله حتى كان شيعي) عن توجهين:
واحد يقولك حرام مطلقا ، لأن التمثيل بصفة عامة يحتوي على:

1. كذب :فهذه الأحداث ليست حقيقية !!!!!!!! (مش هاعلق على دي)

2. غناء وموسيقى (بالطبع لأنه من سيكون ممن يحرمون الموسيقى)

3. مشاهد مثيرة عارية ومثيرة جنسيا

4. وأخيرا فهو (لهو) غير مبرر لا يفيد بل هو يضر بزرعه لأفكار هدامة ومفاهيم مستوردة ابتعدت فيها عن واقع الأمة وغسلت عقول أبنائها وزرعت فيهم قيم الفساد وإلف المعصية من زنى وشرب خمر وتدخين وخلافه


النقطتان الأخيرتان لهما وجاهتهما خصوصا إذا ما نظرنا للرأي الفقهي المضاد والذي سيخبرك صاحبه (غالبا شيخ من الازهر) بعد حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم:


إن السينما كأي شيء في الدنيا حلاله حلال وحرامه حرام ،
بمعنى أنه حلال بـضوابط


هه خت بالك من الحتة دي
ضـ ـ ـو ا بـ ط


هي دي كلمة السر لأنها مطاطة لأقصى حد

لأن مفهوم (محترم) و(نظيف) يختلف باختلاف الدين والخلق والمجتمع والطبقة إلخ

طيب ، لو نظرنا بقى لكلمة (محترم) من منظور ديني (بالتأكيد لأنه سيكون الأشمل) بسيط لوجدنا انه يجب أن يستوفي الشروط الآتية:

1. ألا يتعاطف مع أي علاقة غير شرعية (الزنى)
2. ألا يتعامل مع مع المشروبات الروحية ببساطة (الخمر)
3. أن تستر فيه الممثلات عوراتها حتى لو كان هذا يتناقض مع الواقعية
4. ألا تظهر مشاهد تتعلق بالعلاقات الخاصة بين الأزواج بشكل فج
5. ألا تحتوي على أي إساءة لأي رمز ديني سواء بصورة صريحة أو ضمنية


هذه المعايير لا يملك أن يجادل فيها مجادل ، ولكن لو نظرنا إلى تراث السينما المصرية بنظرة متأملة باحثين عن عدد الأفلام التي استوفت هذه الشروط (البسيطة جدا في الواقع فهي لم تضع قيودا على مغزى الفيلم أو الحبكة أو تداخل الأحداث)

لو نظرنا إلى الأفلام التي استوفت هذه الشروط لوجدنا العدد يساوي : صفر



بالطبع يمكننا أن نتحدث عن أفلام مثل " عائلة زيزي، خرج ولم يعد ، الكيف، العار، جري الوحوش، الرقص مع الشيطان، أخر الرجال المحترمين، وا إسلاماه، الناصر صلاح الدين، فيلم ثقافي، أنا مش معاهم ، وأخيرا: كباريه"

أستطيع أن أقول بضمير مستريح أن هذه النماذج على تنوعها (محترمة) بالنسبة لبقية الأفلام لكن الأكيد أنه لا يوجد على وجه البسيطة فيلم مصري يتمتع باستيفاء الشروط بشكل كامل 100%

على الصعيد الأخر فإن القائمين على السينما حاليا غير ملتزمين دينيا أصلا ، وليس من المتوقع منهم أي محاولة للالتزام بهذا الشروط فهم يعتبرونها أفكارا أصولية وطفولية فكرية وتسطيح للواقع الذي يحتوي بالفعل على هذه نماذج عارية وشاذة إلخ ، وهم هنا يتناسون أن اعتراضنا ليس على إظهار هذه النماذج ، ولكن على طريقة عرضها.

إذن قولنا (وأنا لا أحاول أن أقفز إلى إصدار فتوى ، أنا فقط أتحدث عن الوضع الحالي) إن السينما فن حلال (بضوابط) في الواقع كلام جميل جدا ومقنع جدا ولكنه – كذلك - نظري جدا يفتقر إلى إمكانية التطبيق


ولكن

ولكن



ولكن


هب أننا معاشر الإسلاميين استطعنا بمعجزة ما الوصول للحكم ، فما هو الموقف المنتظر من (وزارة الإعلام الإسلامية) ، هل يملك أي أحد الجرأة أن يمحو ببساطة كل تراث السينما المصرية ابتداء بـ إسماعيل ياسين والريحاني ويوسف وهبي وفريد شوقي وشكري سرحان وانتهاء بـ أشرف عبد الباقي وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب بدعوى أنها أفلام تروج لشرب الخمر وتظهر فيها النساء بغير اللباس الشرعي ؟

للأسف لا أظن أننا نملك الجرأة على هذه الفعلة البشعة من وجهة نظري

ثم ما الواجب اتخاذه بصدد الأعمال المستقبلية والتي يتصدى لها أصلا أناس غير ملتزمين دينيا ، هل الواجب فرض رقابة صارمة على الأفلام الصادرة بما يتضمن ذلك من حجر على الحريات أم على الحكومة أن تكتفي بدور توجيهي لأولئك وتشجيعي لبعض الفئات الأخرى في محاولة منها لتغيير الأمر بصورة تدريجية؟؟

* * *

النقطة الثانية هي مسألة جدوى الفن:

إن فيلم كباريه يمكن ضمه إلى قائمة من الأفلام التي تثبت أن النبرة الوعظية لا تنقص إطلاقا من قدر العمل ، وأن نجاح العمل يرجع ابتداء وانتهاء إلى جودة الفكرة وإتقان الإخراج وبالطبع اللمسة الإبداعية للعاملين فيه ، الأمثلة على هذا كثيرة جدا ، بل إننا نلاحظ بسهولة أن أفلام مثل "الرقص مع الشيطان" و"جري الوحوش" تحتوي على نصوص دينية صريحة تشير إلى رسالة الفيلم ، ولم تقلل من وجهة نظري هذه الموعظة من قيمة الفيلم ، بالعكس ،إن مثل هذه الرسائل تبعث بشيء من الراحة إلى المشاهد الذي يتسرب بداخله شعور أن وقته لم يضع عبثا ، ويخرس صوت ضميره الذي يصر على أن أي وقت يقضيه أمام التلفاز هو وقت غير ذي فائدة

هذا الفكرة هي الأكثر تهديدا لأنصار نظرية الفن للفن الذين يعتبرون توجيه المتلقي لرسالة ما أمرا معيبا في حق المؤلف/المخرج ، وأن العمل الأدبي الأصيل ينبغي أن يتجرد من صفة الناصح

أما أنا فأرى أن الفن بصفة عامة يشبه الطعام إلى حد كبير ، هناك بعض الأطعمة شهية ولكنها ضارة أو على الأقل غير مفيدة ، وهناك أطعمة مفيدة غير شهية ، وهناك أطعمة مثالية مفيدة وشهية

هذا هو الشكل المثالي للعمل الفني من وجهة نظري ، ألا يكون مباشرا فجا يهين ذكاء المتلقي ، وفي نفس الوقت ، أحب أن أشعر (أني طلعت بحاجة) من الفيلم


عذرا للإطالة

ط يقول...

ط
ياااه يا محمد
وبتقول اني قلت اللي عاوز تقوله
أمال لو مختلف معايا بقى؟!
سعيد جداا بتعليقك ورأيك الذي أتفق معه..
انت فين دلوقت هنا ولا هنااااك؟
أراك بخير
ط

محمد عادل يقول...

لا أنا لسه هنا ، بس هابقى هناك يوم 16 إن شاء الرب

شكرا ليك يا صديقي الكبير

Unknown يقول...

حسن